س2 : هل يحتاج الطفل الرضيع مع الحليب الذي يشربه إلى فيتامينات أو مقويات ؟


تقارن المرأة المرضع ، وخاصة ذات الطفل الأول ، ولدها بأبناء إخوانها وأخواتها وجاراتها وصديقاتها ، فإذا لاحظت أي فرق ، سواء في الوزن أو اللون أو النضارة ، فإنها تسارع إلى الطبيب وتطلب منه المقويات والفيتامينات ، وتذكر على سبيل التخصيص ( الحديد و فيتامين D وفيتامين C …إلخ ) ظنا منها بأن هذا هو السبب الذي يجعل رضيعها يلحق بأقرانه ، ولكي نضع النقاط العلمية على الحروف الطبية في هذا الموضوع نقول : إن الطفل الذي ترضعه أم واعية وذات صحة جيدة وغذاء متوازن ، أو الذي يرضع من حليب قناني ( بعد أن تنافست الشركات العالمية في طرح أجود أنواع الحليب المحسن والمزود بأغلب العناصر الضرورية للأطفال ) لا يحتاج في الأشهر الخمسة الأولى إلى أي شيء غير الحليب .


هذه هي القاعدة الأساسية ، التي أرجو أن تطمئن لها كل الأمهات المرضعات ، ولكن لهذه القاعدة بعض الاستثناءات المحدودة وكما يلي :

  • بالنسبة للكالسيوم وفيتامين D : إذا كان الطفل يرضع من حليب الأم ، وكانت الأم المرضع لا تشتهي شرب الحليب أو تناول الألبان والأجبان وغيرها من الأغذية الغنية بالكالسيوم … وإذا كان الطفل قليل التعرض لأشعة الشمس أو كان من ذوي البشرة السوداء فلا بأس من إعطائه فيتامين D بجرعة وقائية مقدارها (عشرة ميكروغرامات /يومياً ) على شكل قطرات .

  • أما الحديد : فصحيح أن حليب الأم فقير به ، إذ لا تتجاوز كميته (نصف مليغرام / في لتر من حليب الأم) ولكن مع ذلك فهو سهل الامتصاص من أمعاء الطفل ، ومخازن الطفل من الحديد فيها ما يكفي لعدة أشهر ( حوالي ستة أشهر ) … ولذلك فلا حاجة لإضافة الحديد إلى غذاء الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية من أم ذات صحة جيدة وغذاء متوازن إلا بعد الشهر السادس من العمر ، عندها لا بأس أن ندعم غذاء الطفل بأغذية غنية بالحديد، أو نعطي الحديد على شكل قطرات أو شراب وبمعدل ( 2 ملغ/كغ من وزن الطفل يومياً ) وبما لا يزيد عن (15 ملغ حديد يوميا ) . أما في العوائل الفقيرة ذات الغذاء غير المتوازن فلا بأس أن نبدأ بدعم غذاء الرضيع بالحديد بشكل مبكر ( بداية الشهر الثاني) للوقاية من فقر الدم بنقص الحديد .

  • ما ذا عن فيتامين K ؟ : حليب الأم فقير بهذا الفيتامين ، فنسبته لا تتجاوز ( 15 ميكروغرام / ليتر ) ومع ذلك فيندر أن تنتج عن نقصه أية مشاكل ، ولكن قد يتعرض بعض المواليد الجدد في الأيام والأسابيع الأولى من حياتهم لنزف دموي بسيط ، سواء من السرة أو الأمعاء أو المجاري البولية أو غيرها ، سببه عدم جاهزية الكبد لتصنيع هذا الفيتامين ، وخاصة في الأطفال الخدج وقليلي الوزن ، عندها لا بأس من إعطاء مثل هؤلاء الأطفال جرعة من فيتامين K على شكل حقنة عضلية بمعدل ( 5 ملغ ) .. وهناك من يعطي جرعة وقائية من هذا الفيتامين بمعدل ( 1 ملغ بالعضلة ) لكل مولود جديد … (يتوفر حاليا فيتامين K في كثير من البلاد على هيئة سائل يعطى عن طريق الفم)

الصفحة التالية

البداية

الصفحة السابقة

تالي

البداية

سابق


Updated: 29/08/2017