PlainLogo.gif (3031 bytes) tempbanner.gif (12873 bytes)

          
رسالة المدير الإقليمي
                     قراءات على الأنشطة البدنية
                     أسئلة وأجوبة

عودة

                  

 

 

النشاط البدني والشباب

يوفر النشاط البدني المنتظم للشباب فوائد صحية بدنية ونفسية واجتماعية هامة. فالمواظبة على ممارسة النشاط البدني تساعد الأطفال والشباب على أن يبنوا عظامهم وعضلاتهم ومفاصلهم بناءً سليماً، وأن يحافظوا عليها، كما تساعدهم على السيطرة على أوزان أجسامهم، والتخلص من الشحم الزائد، ورفع كفاءة وظيفة القلب والرئتين. كما تساهم في تنمية الحركة والتناسق، وتساعد على الوقاية من الإحساس بالقلق والاكتئاب، وعلى مكافحة هذا الإحساس.

ثم إن اللعب البريء، والألعاب الرياضية وسائر الأنشطة البدنية، تهيئ الفرصة للشباب للتعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس، والإحساس بالإنجاز، والتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه. كما تساعد هذه الآثار الإيجابية على مواجهة الأخطار والأضرار الناجمة عن أسلوب الحياة المتسم بالقسوة والتنافس والكرب (التوتر والضغط) وقلة الحركة، والذي ينتشر انتشاراً بالغاً بين شباب اليوم. كما يمكن أن تشجع المشاركة في النشاط البدني الموجه توجيهاً سليماً، وفي الألعاب الرياضية، على انتهاج السلوكيات الصحية الأخرى، بما فيها الامتناع عن تعاطي التبغ، أو معاقرة المسكرات والمخدرات، أوالعنف. كما يمكن أن تشجع على تناول القوت الصحي (اتباع نظام غذائي سليم)، ونيل القسط الكافي من الراحة، وتحسين ممارسات الأمان.

وتدل بعض الدراسات على أن احتمالات تعاطي المراهقين للتبغ تقل بمقدار ما تزيد مشاركتهم في النشاط البدني. كما ثبت ارتفاع مستوى الأداء الدراسي للأطفال الذين يمارسون نشاطاً بدنياً أكبر، وتبيَّن كذلك أن المباريات الرياضية واللعب الجماعي يزيدان من اندماج صغار الأطفال في المجتمع وييسران نمو مهاراتهم الاجتماعية.

ومن المرجح أن تستمر أنماط النشاط البدني المكتسبة أثناء الطفولة والمراهقة طوال العمر، مما يهيئ الأساس لحياة فعالة وصحية. أما ما يكتسب من أنماط الحياة المنافية للصحة في مراحل العمر الباكرة، بما في ذلك نمط الحياة المتسم بقلة الحركة، وسوء الغذاء ومعاقرة مواد الإدمان، فإن من المحتمل أن يستمر بعد البلوغ.

من المؤسف أن ممارسة النشاط البدني بين الشباب في مختلف أنحاء العالم، آخذة في التراجع ولاسيَّما في المناطق الحضرية الفقيرة. ويقدر من يقومون من الشباب بنشاط كافٍ لتحسين مستوى صحتهم وعافيتهم في الحاضر والمستقبل، بأقل من الثلث.

كما تراجعت ممارسة التربية الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية المدرسية. فقليلةٌ هي البلدان التي تخصص ساعتين أسبوعياً على الأقل للتربية الرياضية في المدارس الابتدائية والثانوية. ومن المحتمل أن تستمر هذه الاتجاهات السلبية، بل وأن تزيد سوءاً وتمتد إلى عدد متزايد من البلدان.

ويرجع هذا التراجع، إلى حد بعيد، إلى تزايد انتشار أساليب الحياة المتسمة بقلة الحركة. وعلى سبيل المثال، فقد قلَّ عدد الأطفال الذين يقومون بالذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام أو بالدراجة، كما زاد الوقت المخصص لمشاهدة التلفزيون، وممارسة ألعاب الحاسوب واستخدام الحواسيب. ويكون ذلك في أغلب الأحيان، على حساب الوقت والفرص المخصصة للنشاط البدني والألعاب الرياضية.

وهناك عوامل كثيرة تمنع الشباب من المواظبة على ممارسة النشاط البدني، وهي: ضيق الوقت وانعدام الحافز، وقلة الدعم والتوجيه المقدمين من البالغين، والإحساس بالحرج نقص الكفاءة، وقلّة الأماكن والمرافق المخصصة للأنشطة الرياضية، والجهل المطبق بفوائد النشاط البدني.

وتقدم المدرسة فرصاً فريدة لتوفير ما يلزم من الوقت والمرافق والإرشاد للشباب لممارسة النشاط البدني. وهي مسؤولة بحكم صلاحياتها عن زيادة جميع جوانب النمو والنماء للأطفال والشباب. وفي معظم البلدان، تقدِّم المدارس للشباب، من خلال برامج التربية البدنية، الفرصة المنهجية الوحيدة للمشاركة في النشاط البدني وتعلُّمه.

إن المشاركة الواسعة النطاق في اللعب الجماعي والألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية، سواء في المدرسة أو في وقت الفراغ، أمر أساسي للنماء الصحي لكل شاب. كما أن إتاحة الوصول إلى الأماكن الآمنة، والفرص الملائمة، وتوفير الوقت اللازم، والقدوة الحسنة ممثلة في المدرسين والآباء والأصدقاء، تساهم في ضمان تقدم الأطفال والشباب نحو تحقيق الصحة الجيدة.


اعلي الصفحة BottomBanner.gif (5203 bytes)